تسمم اللبن والسمك: حقيقة أم خرافة؟

"لا تأكل اللبن مع السمك حتى لا تتسمم"، هي مقولة معظمنا قد سمعها من أجدادنا وآبائنا، لكن العديد من الوصفات حول العالم تستخدم منتجات اللبن مع السمك، دون أن تسبب حالات تسمم، فهل هذه المقولة صحيحة، ومن أين جاءت؟

هل أكل السمك مع اللبن يُسبب تسمم؟

لا، فهي من الإشاعات التي لا يوجد لها أساس علمي، ولا يوجد سبب يجعل من المزيجين ساماً للجسم، وإن حصل تسمم فهو يكون لأسباب أخرى، فإما أن يكون الحليب أو اللبن منتهي الصلاحية، أو أنه مخّزن بطريقة غير صحيحة، أو أن السمك غير مطهو جيداً، وملوّث بأنواع مختلفة من البكتيريا.^[١]

لذا لا مشكلة من تناول اللبن بجميع أشكاله مع السمك سواء السردين أو التونة أو السملون أو جميع الأنواع الأخرى، طالما أنه لا يوجد حساسية من اللبن أو السمك، ففي حال ظهور أعراض غير طبيعية بعد تناول أي منهما، فيجب مراجعة الطبيب لاحتمالية وجود حساسية.^[١]

من جاءت إشاعة تسمم اللبن والسمك؟

وفق طب الأيورفيدا (الطب التقليدي الهندي)، فإن تناول اللبن والحليب يُسبب اختلال توازن الطاقة داخل الجسم، فاللبن يعتبر من الأكلات النباتية التي تبرّد الجسم، بينما السمك من الأكلات الحيوانية التي ترفع حرارة الجسم، وهذا الأمر يُسبب زيادة إطلاق الطاقة الداخلية، ويسبب عدم توازن في كيمياء الجسم.^[٢]

ونظرية أخرى تقول أن كلاً من السمك واللبن من الأكلات العالية بالبروتين، ويحتاج الجسم إلى إفراز أنواع مختلفة وكبيرة من الإنزيمات لهضم هذه البروتينات، الأمر الذي يجهد الجهاز الهضمي، ويسبب عدم ارتياح من الانتفاخ والغازات المتراكمة.^[٢]

لكن كما أشرنا هذه النظريات غير صحيحة، ولم يوافق على صحتها العلماء.^[٢]

هل هناك علاقة بين تناول اللبن والسمك والإصابة بالبهاق؟

لا، إن ظهور بقع بيضاء على الجسم بدون سبب (البهاق) لا علاقة له بتناول السمك مع الحليب، فالبهاق من الأمراض المناعية التي يُهاجم فيها الجسم الخلايا الصبغية المسؤولة عن لون البشرة، ولا يُعرف سبب حدوث ذلك حتى الآن، لكن قد يكون للجينات دور في ذلك، ولكن ما هو معروف أن النظام الغذائي بغض النظر عن نوعه لا علاقة له بالإصابة بالبهاق.^[٣]